الوصف
«سعادة السفير» لغازي القصيبي تكشف الجانب الخفي من عالم الدبلوماسية، حيث تختلط المصالح بالوجوه المبتسمة، ويغدو النفوذ لعبة معقدة لا تحكمها المناصب بقدر ما تحكمها العلاقات الخفية.
من خلال الحوار الذكي بين يوسف والسفير، يدخل القارئ في دوامة الأسئلة حول من يملك مفاتيح القوة الحقيقية، وكيف أن التأثير أحيانًا يكون بيد أشخاص لا يظهرون في الأخبار ولا يتولون المناصب الرسمية — سكرتيرة، حلاق، أو صحفي، قد يكون لهم أثر أكبر من وزراء وسفراء.
يستخدم القصيبي أسلوبه الساخر والعميق في آنٍ واحد، فيمزج بين الواقعية السياسية والرمزية الأدبية، ليصوّر عالمًا تتقاطع فيه السلطة والغرور والإنسانية المفقودة.
الرواية لا تكتفي بسرد الحكاية، بل تُعرّي بنية السلطة وتكشف هشاشة الإنسان أمام وهم القوة، لتجعل القارئ يتساءل:
من هو المعتوه حقًا؟ الزعيم الذي يدمر دولة من أجل امرأة، أم السفير الذي ظن أن العالم يدور حول قصة غرامه؟
إنها رواية عن الغرور السياسي، وعبث النفوذ، ووجوه البشر حين تختبرها السلطة، كتبها القصيبي بصدق العارف ومرارة المجرب، لتبقى من أذكى ما كُتب في الأدب السياسي العربي.






لا توجد مراجعات بعد.