الوصف
يتناول هذا الكتاب قضية شائعة في واقعنا الثقافي منذ عصور طويلة، وهي قضية “عالمية الفن”، إذ يسعى إلى الكشف عن معناها وتعريتها من الفهم المزيف والمفاهيم المغلوطة المرتبطة بها، مثل: «العالم»، و«العالمي»، و«المحلي». وعلى الرغم من أن الكتاب غني بالتأملات الفلسفية العميقة التي تذكرنا بفلاسفة كبار مثل شوبنهاور، وهيجل، وهيدجر، فإن هذه التأملات لا تأتي من مجرد نظرية بعيدة، بل تنبع من ما هو متداول في حياتنا الثقافية اليومية، أي من الأساس الذي يقوم عليه وعينا الثقافي الهش، والذي ينبغي تعريته لكشف الأرضية الصلبة التي يمكن البناء عليها من جديد.
يقرأ هذا الكتاب على شكل ثلاث مقالات متفاوتة الطول وصادرة عبر أزمنة مختلفة. المقال الأول بعنوان: «معنى أن تكون أديبًا أو فنانًا يومًا»، وهو الأقصر والأحدث، إذ بدأ كتابته في أواخر عام 2015. اختار المؤلف وضع هذا المقال في بداية الكتاب كتوطئة، لأنه يعالج أمثلة حية ودقيقة للفهم المغلوط الشائع في واقعنا الثقافي، حتى بين الكتاب والنخبة الثقافية. تكمن أهمية البدء بهذه الأمثلة العيانية في أنها توفر مادة خصبة ومباشرة للتأمل الفلسفي، الذي ينتقل تدريجيًا، عبر فصول الكتاب، من المستوى العياني والمحسوس إلى مستويات التجريد الفلسفي الأكثر عمقًا وصعوبة.






لا توجد مراجعات بعد.